الثلاثاء، ١٢ فبراير ٢٠٠٨

الفصل الأول : صيرورة الشعر الامازيغي السوسي(الادب الامازيغي و أجناسه )

I. الادب الامازيغي و أجناسه :
1. الادب الامـــازيغي :
إن الادب الامازيغي في مفهومه الواسع يشمل محيطا لغويا و ثقافيا يتمثل في الفضاءات التي تتداول فيها اللغة الامازيغية الناقلة لمختلف أجناسه ، أي بلدان المغارب و جنوب النيجير و مالي و جنوب مصر و جزر الكناري ، و ذلك بمقاييس متفاوتة من رقعة إلى أخرى ، علما أن أهم مواطن انتعاشه و حيويته راهنا هي بلدان المغرب و الجزائر . ففي هذين البلدين يتواجد الادب الامازيغي على نفس الخريطة الثقافية إلى جانب أداب أخرى ناطقة بكل من العربية و الدارجة كلغات وطنية و بالفرنسية كلغة أجنبية . و عليه فهذا الادب يعتبر من الروافد الاساسية للثقافة الوطنية المتميزة بتنوعها و تعددها ، سواء على مستوى أدوات تعبيرها أو على مستوى مظاهرها و تجلياتها و أنماط ممارستها .
و يقصد بالادب الامازيغي الجانب الابداعي للثقافة المنظومة بالامازيغية التي تعود إلى أكثر من ثلاثين قرنا ، و هو مشكل من أجناس أدبية مختلفة ، إذ يضم إلى جانب النثر الحكاية ( الأسطورة ) و الالغاز و الخرافة و غيرها … كما يضم الشعر و هو موضوع بحثنا إن شاء الله خاصة الشعر الديني .
لقد عرف الادب الامازيغي انتعاشا كبيرا في السنوات الاخيرة و تنوعت مشاركات الادباء في هذا الحقل ، و شملت القصة و المسرحية كما شملت أيضا الشعر بكل أغراضة و لم تقف عند حد المساهمة الشفهية ، و إنما تعدتها إلى المساهمة الكتابية . و كما هو متفق عليه فإن الخاصية الاساسية المميزة للادب الامازيغي على غرار الآداب المتعارف على نعتها بالشعبية هي الشفاهية ، و هي ميزة تستمد تبريرها من طبيعة و واقع اللغة التي تتوسطها أجناسه للتعبير عن ذاتها ، فاللغة الامازيغية كرست منذ قرون و مُورست كلغة شفوية بالدرجة الاولى ، لا تتصل بالكتابة إلا عن طريق التدوين و الاستنساخ بحروف غير حروفها الاصيلة، عربية كانت أم لاثينية ، و من تم درج على تداول الادب الامازيغي في إطار الثقافة ذات التقليد الشفوي علما بأن كل أجناسه نظرية كانت أم شعرية ، تتسم بجوهرية المميزات اللصيقة بالتعابير الفنية والادبية .

ليست هناك تعليقات: