الثلاثاء، ١٢ فبراير ٢٠٠٨

الفصل الأول : II. الشعر الامـــــازيغـــي :(5. ارتباطــــــه بحياة الانسان )

ان جل الامازيغ في سوس كهولا و شبانا و صغارا ، المثقف و العامي منهم … كل له نصيبه من الشعر ، فإما أن يكون شاعرا مبرزا أو راوية حفاظة ، و إن لم يكن كذلك فقد يكون ذواقا له مغرما بسماعه ، منتملا بروائعه .و الشعراء الامازيغ كغيرهم من الشعراء العرب أو الاجانب لهم ارتباط كبير من خلال شعرهم بحياة الانسان . فمن خلال اشعارهم نجد كل ما يحيط بالانسان من أفراح و أقراح و ما يهم مصيره سواء في الدنيا أو الاخرة ، فالامازيغ يرتبطون بالشعر بشكل عجيب فهم يعتبرونه بمثابة مرجع يرجعون إليه عندما يحتاجون إلى شيء يهمهم سواء كان عن حل لمشكل أو رغبة في معرفة ما سينفعهم في دنياهم و آخرتهم ، و حتى عند الرغبة في الترويح عن النفس فإنهم يجتمعون في سهرات " أحواش " التي يقيمها أبناء قبيلتهم و التي تكون بشكل منتظم ، و كما قال " محمد مستاوي " بهذا الخصوص : « الشعر الحقيقي في نظري هو المعبر عن الالم و الامال سواء أكان التعبير بالرسم أو بالكلمات … و سواء أكان بالعربية أو الامازيغية أو الفرنسية أو الصينية »[1] .
هذه القولة تؤكذ لنا ارتباط الشعر بحياة الانسان ، و أنه يؤدي وظيفته و لو كتب بأي لغة كيفما كان أصلها . إذ العلاقة وطيدة بين الشعر و الانسان بشكل كبير فالامازيغي السوسي يجد راحته و ضالته في الشعر فيلجأ إليه كلما دعت الضرورة إلى ذلك و حسب نوعية هذا الشعر الذي يرغب فيه و الطريقة التي يريد أن يروح بها عن نفسه ، فهناك من يلجأ إلى : أحواش أو إلى سهرات فنية يردد فيها الشعر الامازيغي ، و هناك مثال بعض " الجماعات الاسلامية " ان صح التعبير كالدرقاويين و اليتجانيين الذين يرددون و ينشدون الشعر بطريقة صوفية تزرع فيهم الخشوع و ذلك بمدح الرسول صلى الله عليه و سلم ، و الشكر لله و ذكر خيراته وما منحه للانسان من نعم و خيرات ….و هكذا فالشعر الامازيغي حاضر بقوة لدى مختلف الشرائح سواء منهم المثقف أو العامي إذ يعتبر هذا الاخير – الشعر – بمثابة الجريدة و الكتاب و المسرح و السينما
[1] " إسكراف " محمد المستاوي ، ص : 3 . ط : 1 .

ليست هناك تعليقات: