الثلاثاء، ١٢ فبراير ٢٠٠٨

الفصل الأول : III تطور الشعر الامازيغي(2-1-المجموعات)

‌أ- مجموعة إزنزارن " عبد الهادي إكوت " :
تكونت هذه المجموعة تحت اسم " المجاديل " و هو اسم ظهرت به المجموعة ، و المجاديل يعني كل ما يعلق في الحزام و في التياب و قد سجلت هذه المجموعة أغنية في إذاعة أكادير سنة 1975م ، إلا أن أفرادها عدلوا عن هذا الاسم ليختاروا اسم " ءزنزارن " و هو واحد من بين الاسماء الثلاثة المقترحة و هي " المجاديل ، امنارن ، ازنزارن " و اختيار هذا الاسم لـه ما يبرره لدى المجموعة فهذا الاسم يعني الاشعة و التي ستكون بمثابة اضواء كاشفة على التراث الفني .لقد كان انفصال المجموعة عن " الشامخ " سنة 1975 نقطة تحول في نهجها الفني كمتنفس رحب للطاقات الابداعية الملتزمة و الموهوبة . فالسبب في هذا الانفصال هو انقسام المجموعة إلى قسمين : قسم يرى أن ظهورها يجب أن يشكل تغييرا حقيقيا ليس على مستوى الشكل فقط بل على مستوى المضمون ، و ذلك بعدم تكرير المواضيع العاطفية و أغاني الحب بل ستغلال الفرصة المتاحة لخدمة أهداف معينة مرتبطة بالواقع المعيش . بينما يرى الاتجاه الاخر أن الهدف من الغناء هو الترفيه و التنشيط ، و لا يمكن فصله عن العواطف و الحب و هذا هو اتجاه " الشامخ " الذي انفصل عن " ع الهادي " و كون مجموعة تحمل نفس الاسم مما جعلنا امام مجموعتين من " ازنزارن " احداهما لا تخرج عن المواضيع المتداولة و الرائجة بكثرة في الساحة الفنية و هي المجموعة التي كونها الشامخ و الاخرى التي انفصل عنها هذا الاخير ، و التي كانت تتكون من " مولاي ابراهيم " " عبد الهادي " " عبد الله أو بلعيد" و " بوفرتل " و كانت هذه المجموعة تعارض اتجاه الشامخ و ترى أن خلق واقع فني جديد لا يجب أن يقتصر على الشكل فقط بل يجب أن يتعداه ليشمل المضمون ايضا و منذ الثمانينات نجد فكرة لدى " ازنزارن " و مشروعا وضعوه نصب أعينهم و هدفا يسعون إلى تحقيقه ، ألا و هو الاغنية الملتزمة و هذا ما نستشفه بوضوح من خلال شريطي( 1981 – 1984 ) إذ يبرزان الوجه الحقيقي للمجموعة . فإيمانا منها بالرسالة التي الت على نفسها أن توصلها تتشبت المجموعة بأفكار و هي بمثابة مبادئ تعتبر سرها في استمرارها و من أهمها :
*ليست العبرة بالانتاج الغزير بل العبرة في ما هية هذا الانتاج .
*ألا تعتقد المجموعة أن مكان عملها هو الحفلات و الاعراس فذلك يتناقض و مبادئها بل يكتفي بالقيام كل سنة بجولة في المدن المغربية الكبرى .
*تؤكد المجموعة أن التعامل مع التراث لا يمكن أن يتم عبر إعادة إنتاج ما سبق لقدماء الروايس أن انتجوه ، فهي تعارض بشدة المجموعات التي تعيد ما سبق للحاج بلعيد مثلا أن غناه .و قد لا يختلف اثنان أن هذه المجموعة و ما قامت به من تطوير و تجديد للاغينة تعتبر عن جدارة و استحقاق رائدة الاغنية و الشعر المعاصر . فقد امنت منذ الوهلة الاولى بأن مهمة الشعر لا تكمن في الترفيه و التسلية بقدر ما يفرض كيانه كرسالة و خطاب بلاغي و مسؤولية و أمانة في عنق الفنان عليه تحملها و تأديتها على أحسن وجه . و الواقع أن المجموعة لم تتراجع قط عن قناعتها و مبادئها بل زادها مرور الايام صلابة و حنكة و تجربة . فتعالت بذلك عن القيم الوضاعة و الانحطاط من خلال التحامها بالقضايا الجوهرية للانسان و تجسيدها لمعاناته ، فمجرد استقرائنا لبعض اشعار المجموعة يتضح لنا مدى التزامها و فيما يلي مقطع من قصيدة " ءيزليض " أي السيل
ء يفد ءيترم ءومالو تيفاوين ءس روحنت
ء اراد ءانجود س – ووال غ – ءوزمزاد نفاسرت
ماس تكا صابت ءامازوز ءيك ءوزمام ءامداغ
ء يكلي واسيف ءادرار ءيضالب لبحر لامان
ءيكاد لهول شبايك نك نكني غ ءيسلمان
ءيك لغدر ءانميور ئيك لمان ءابوكاض
ء يكا ووشن ءامكسا ءيكاسن ءومكسا ءامساغ
ءيش ووشن ءامكسا تكاك تيلي تاغوييت
ءءيك واجبير لكنز ءيك طمع اغاراس
اركاز ءيكات لمال بولعاقل ءيكا ءانواش
تعريب :
فهذا المقطع يتحدث عن تفكك العلاقات الاجتماعية و اندثارها من زوال بعض القيم كالثقة و الامان ، مقابل حضور قوي لقيم أخرى مثل الغدر و الخديعة و النفاق و الكذب بل و اكتسابها للمصداقية في الواقع الحالي . ثم تحدث الشعر عن تزعزع قوانين الطبيعة بسيطرة الضعيف على القوي و احتواء الاصغر للأكبر و انتصار الجزء على الكل .و نجد كذلك مجموعة من اشعارهم تدعوا إلى نبد الخلافات وطي صفحة التفرقة و التشتت و فتح صفحة أخرى تملأها الوحدة و العمل الجماعي و الاتحاد في القول و الفعل. يقول الله عز و جل : و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا
[1] فالوحدة ضرورة حتمية و موقف يجب أخده بعين الاعتبار فيها نسترجع الحقوق و الاصرار عليها و التمسك بها هو السبيل لتأكيد الذات
[1] سورة ال عمران ، آية : 103
.

ليست هناك تعليقات: