الثلاثاء، ١٢ فبراير ٢٠٠٨

الفصل الأول : 2- الاجناس الادبية الامازيغية :

2-الاجناس الادبية الامازيغية :
يتميز الادب الامازيغي بكونه يتضمن مجموعة من الفنون أو الاجناس نذكر منها :
‌أ- الحكاية و الأسطورة :
هي التي تدعى في تاشلحيت " دومين " و هي أساطير شعبية متداولة شفويا مثل : أسطورة " أحمد ءونامير" المشهورة ، حكاية الذئب و القنفد " ءوشن د بومحند " . فالحكاية التقليدية في الادب الامازيغي ذات خصائص فنية تميزها عن باقي الاجناس النثرية الاخرى ، حيث تنفرد ببنية سردية مرنة تستجيب لمقتضيات ظروف إنجازها من قبل الراوي الذي كثيرا ما يتوفر على ملكة تتيح لـه التصرف في النص المروي مع احتفاظه بتوابثه الامامية . و الحكاية الامازيغية كغيرها من حكايات العالم تقوم على الخيال المبدع و توظف القوى الخارقة و الابطال المثاليين ، حيث تتنوع و تتعدد متغيرات الحكاية الواحدة التي يدور موضوعها الرئيسي حول أبطال يختزلون أحيانا مختلف المكونات الضمنية و الإنسانية من عناصر دينية و عقائدية و ثقافية و غيرها .
‌ب- الامثال و الاحاجي :
تدعى في تاشلحيت ب " سد لغاكتين ملغاكتين " . و لا يختلف المثل الامازيغي عن المثل في الثقافات الاخرى محلية كانت أم عالمية ، سواء من حيث شكله و بنيته أو من حيث مدلولاته و أبعاده و وظائفه و قد صيغت هذه الامثال في مجموعة من المواضيع من بينها : المسؤولية و الوحدة و التعاون و الحذر و الاخلاق الحميدة ، و من بين وظائف المثل بالإضافة إلى التعليق على الاحداث و المواقف تكريس القيم السائدة دينية كانت أم اجتماعية أم ثقافية و ترسيخ تجربة السلف في الاذهان لاستخلاص الموعظة و العبرة من المحموذ منها .
و المثل يحاكي البيت الشعري لما يتوفر فيه من بعض مقومات الشعر كالصور و التشابيه و الايقاع و الصنعة و غيرها .
‌ج- الاحجية و الالغــاز :
هي جنس سردي يحاكي المثل في شكله و بنائه ، فهو بدوره يتميز بالايجاز و البلاغة و بخصائص تقر به أيضا من البيت الشعري ، و لا شك أن هذا الجنس الادبي الغزير في الثقافة الشعبية بصفة عامة يدخل في جانب التسلية و المتعة . و تصنف الاحاجي حسب مواضيعها ، فمنها : عالم الانسان ، عالم الحيوان ، العالم الذكوري ، الدين … الخ .
و يشترك المثل و الاحجية في خاصية رئيسة و هي ارتباطها باللغة و الثقافة المحليين مما يفرض في متلقيها قدرا من الالمام باللهجة المستعملة و بالمحمول الثقافي .
و بعد ذكرنا لبعض أهم اجناس النثر الامازيغي على سبيل التذكير، فإن هذا الاخير يبقى على غرار النثر التقليدي في سائر الثقافات يدور في فلك ما صاغه المبدع الجماعي المجهول الهوية منذ قرون خلت ، إذ العلاقة و طيدة بين ما هو نثري و ما هو شعري، إذ استلهم العديد من الشعراء الامازيع النصوص النثرية و طعموا بها قصائدهم ، حيث يمكن للدارس أن يستشف في كثير من الابداعات الشعرية عناصر تلاقح بين النص الشعري و المثل و الحكاية و الاسطورة .
و هكذا ، بعد أن تطرقنا و لو بشكل موجز إلى بعض أجناس الادب الامازيغي ، فإننا سننتقل إلى أحد أهم هذه الاجناس ألا و هو الشعر ، و بطبيعة الحال فإنه سيشغل الحيز الاكبر – باعتباره موضوع بحثنا – زيادة على كونه :
¨ يعتبر بمثابة العمود الفقري للادب الامازيغي و توظف فيه بقية الفنون الاخرى كروافد تغنيه .
¨ و لانه – أي الشعر – أكثر تصويرا لمشاعر الفرد و الجماعة و تعبيرا عن مشاكلهم و مواقفهم .
¨ و بواسطة الشعر المنسوب إلى مبدعيه المجسد لقضايا و ظواهر تاريخية معروفة نستطيع رصد مسار التطور الفكري و الفني في هذا المجتمع .
¨ إن الشعر خلاصة ثقافة الامازيغيين و مفيد في ذات الوقت لأنه يطرب الاحساس و الوجدان و يغذي العقل .كما أنه يقوم بوظيفة التربية و التعليم الديني ، فيترجم معاني دينية مستمدة من القرآن و السنة و كتب الفقه و السيرة المستعصية الفهم على الامازيغية بأسلوبها العربي الفصيح
.

هناك تعليق واحد:

souad ouaghad يقول...

متابعة لاعمالك المهتمة بالترات الامازيغي واساتخدك قدوة ان انشاء الله لاخراج مخزون تراتنا الى الوجود والتعريف بمقدوراته وامكانياته الادبية والجمالية ودوره في الكشف عن صفحات تاريخية مهمة غفلها التاريخ الرسمي
متابعة