الثلاثاء، ١٢ فبراير ٢٠٠٨

الفصل الأول : III تطور الشعر الامازيغي(2- المجموعات)

إذا كانت اشعار انضامن و أغاني الروايس قد استأثرت باهتمام الانسان السوسي، فإن هذا الاهتمام بدأ ينحصر تدريجيا بعد ظهور المجموعات من قبل طاقات شابة رأت أن الوضع الغنائي السائد لا ينسجم و طموحاتها في التجديد ، مما دفعها إلى خلق أغنية بديل تملأ الفراغ الكيفي و النوعي الذي تعاني منه الاغنية بسوس . فهذه المجموعات أتت لترد الاعتبار للأغنية الامازيغية و تخرجها من دوامة الابتذال و لتحقق طفرة نوعية تتمثل في تجاوزها لأغاني الروايس على مستويات عدة : فمن جانب المضمون يلاحظ ملامسة أغاني المجموعات لمواضيع جديدة و معانقتها لقضايا مجتمعها الملحة ، أما من جانب الايقاع فقد شهد تعديلات جدرية تتمثل في دخول آلات جديدة ، أما على مستوى الطريقة و الاداء يلاحظ توزيع الادوار بين أفراد المجموعات خلافا للروايس الذي يحتكر فيها " الرايس " مهام وضع الكلمة و اللحن و الغناء . و كانت بداية المشوار مع مجموعة "ءوسمان " كأول مجموعة تغني بالسوسية حيث ظهرت سنة 1976 لكن سرعان ما فتر الحماس و خبت العزيمة و تبين أن هناك شرطا آخر من شروط الاستمرار و العطاء الفني أغفلته المجموعة ألا و هو الانضباط و الانتظام بين أعضاء المجموعة ، و هذا ما عجل بانطفاء بريق " ءوسمان " و يمكن أن نقول أن ظاهرة الاختفاء أصبحت مألوفة في المجموعات الغنائية المعاصرة بسوس و نمثل لهذا بمجموعات : " لقدام ، ءيزماون ، توادا ، ءيتران ، " و السبب الاول في شيوع هذه الظاهرة هو غياب الوعي الكامل بدور المجموعة و برسالتها الفنية ، أما السبب الثاني فيتجلى في انعدام الانسجام بين أعضاء المجموعة الواحدة علاوة على تباين الاهداف ، فهناك من يسعى إلى الشهرة و الظهور و هناك من يتخذ الغناء و سيلة للمرور للجنس الاخر بينما هناك البعض الاخر يجري وراء الكسب المادي ، و سنقتصر في مبحثنا هذا على مجموعتين فقط و هما مجموعة " إزنزارن عبد الهادي " و مجموعة " أرشاش " باعتبارهما من رواد الشعر المعاصر .

ليست هناك تعليقات: